توفي
عدد الرسائل : 2 النشاط : 0 نقاط العضو : 3 تاريخ التسجيل : 25/08/2008
| موضوع: ... أكثر من وداع ... الإثنين أبريل 13, 2009 3:24 pm | |
| هناك بين تلك الشوارع الباردة و الكئيبة أسير متثاقلة الخطى بالكاد أجرّ نفسي كأنني مخدرة لا أعلم إلى أين أسير إلى أين أمضي فأشباح الكآبة تتراقص في كل شبر من حولي و أرواح الحزن قابعة في كل زاوية فكانت تزيدني حزنا و ألما فوق حزني و ألمي فجأة عمّ الضجيج...استفحلت حركة رهيبة بالمكان تعالت الأصوات نظرت من حولي مذهولة فرأيت الكل يركضون يختبئون...يهتفون مطر...مطر و في لمح البصر أصبحت الشوارع خالية يسودها صمت و سكون كئيبان رفعت رأسي أستقبل زخات المطر ثم أخذت أرقص و أرقص.....و أرقص أردت أن أفرغ هذا الحزن الأسود الذي هتك فرحتي أردته أن يتبدّد بين جدران تلك المنازل العتيقة أردته أن يحرّرني و يتركني بحالي أردته أن يكفّ عن اغتصاب مسرّاتي
من وراء ذلك الصمت المهيب من أحشاء ذلك الضباب الكثيف سمعت وقع أقدام آت من بعيد يقترب أكثر فأكثر يتجه نحوي توقفت عن الرقص و أخذت ألتفت يمينا و شمالا أنظر هنا و هناك فجأة رأيته يخترق خيوط الضباب بجسده تجمدت بمكاني غير مصدّقة ما أرى لبسني الذهول تسارعت أنفاسي و دقات قلبي أغمضت عينيّ و أخذت أتنفس بعمق و أكلم نفسي كالمجنونة إنها خيالاتي....أجل هي أوهامي و لكنه كان يقترب مني شيئا فشيئا فتحت عينيّ في تأنّ و خوف شديدين فوجدته منتصبا أمامي كان هو
يا لسخرية القدر عدنا لنلتقي و بين أحضان المطر التي شهدت بالأمس البعيد فراقنا المرير هاجمتني خيالات الماضي انهالت علي الذكريات و طوقتني من كل جانب فتذكرت أو خيّل إليّ أنني تذكرت فأنا أبدا لم أنسى طوال تلك السنين كنت أعيش وهما أسميته النسيان بيداي هاتين نسجته و صدّقته فقط لأخدّر آلامي و أهدّىء روع آهاتي
اقترب مني حتى بتّ أتنفس أنفاسه أحسست برعشة رهيبة تسري في جسدي اجتاحتني رغبة لهيفة في ضمه إلى صدري لكنني لم أستطع أن أقربه.....ابتعدت و تراجعت إلى الوراء لم أتكلم ....التزمت الصمت عاد الألم ليعتصرني بعنف أكثر من الماضي عدت لأحترق و أتمزق هممت بالرحيل فقبض على معصمي بقوة....التفت في ذهول جذبني إليه فأيقظ بداخلي جنون الماضي و لذته في تلك اللحظات خفت أن يسقط عني نقاب اللامبالاة و الفتور الذي ألبسه في تلك اللحظات أردت أن أصفعه بقوة أردت أن أخرج عن صمتي و أصرخ في وجهه لماذا فعلت هذا بنا؟ لماذا قتلت نفسك و قتلتني؟ لكن ما نفع العتاب ما نفع الكلام ما فائدة نبش الماضي فلم تعد ملكي أصبحت لأخرى شئنا أم أبينا فليس بوسعنا تغيير ما آل إليه حالنا
أخذت أحدق إلى عينيه أتأمل تقاسيم وجهه في ألم و شوق فأخذ يداعب خصلات شعري بدفء و حنان و على ثغره رسم ابتسامة شاحبة كسيرة ضمني إلى صدره بقوة سمعت دقات قلبه لا زالت تنبض باسمي كل نفس من أنفاسه كان يخترق كل خلية من جسدي ليدبّ فيها الحياة و الأمل من جديد لم أحتمل ....غلبتني الدموع فبكيت أخذت أبكي في صمت تمنيت حينها أن يمضي عمري و أنا بين ذراعيه أردت أن أغمض عينيّ عن كل شيء أن أتجاهل كل شيء و أترك نفسي له لكنني لم أستطع فقبالتي واقف كبريائي و على يميني جالس ضميري بين جوانحي كان يتخبط قلبي يرجوني دحر أنيني الكل ينتظر قراري احترت هل أدوس على كبريائي و أقتل ضميري فأعلّم بذلك سعادتي أن تقتات على آلام و جراحات غيري أم أدوس على قلبي و أرضى بألمي و نصيبي فأسمو بنظر كبريائي و أرضي ضميري و أجعله يفخر بي حتى و إن كنت بذلك أوقع وثيقة احتضاري خياران ملعونان أرحمهما ألعن من الثاني
همست له بصوت مخنوق...تذكر بأنك ستبقى حبيبي دائما... ثم سحبت نفسي من بين ذراعيه في هدوء و أخذت أبتعد كل خطوة كنت أخطوها بعيدا عنه كانت بمثابة خنجر يغرس في قلبي كنت أبتعد و أبتعد إلا أنني لا زلت أسمع دقات قلبه و هي ترتعش لم أرد أن ألتفت كي لا أراه يتساقط مثلما أتساقط شعرت بحرقة فظيعة تهيمن على صدري شعرت بغصّة رهيبة تقبض على أنفاسي
امتزجت دموعي و حبّات المطر فتمنيت لو أنها ترأف لحالي و تغسل كل أحزاني تمنيت لو أن هذا الضباب الكثيف الذي يلفّ جسدي يمتص منه كل آلامي و جراحاتي تمنيت لو أن قلبي يعود كما كان خاليا تمنيت لو أعود طفلة ألعب و أمرح و لاشيء يكدّر براءتي و صفائي....</FONT> | |
|
((سمــو المــجد)) المـدير العـام
عدد الرسائل : 281 Personalized field : 0 النشاط : 0 نقاط العضو : 554 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: رد: ... أكثر من وداع ... الأحد مايو 10, 2009 9:40 am | |
| قرات واعت القرائة دون ملال او كلال فهي كلمات لايترتوي القارى من قطرتها الندية توني لقد اجتي اختيار تلك الكمات العذبة فكوني هكذا اجل التحية ............كوني بخير
| |
|